أولاً: مضمون القرار
أعلنت شركة "ميتا" المالكة لتطبيق "واتساب" عن تعديل سياستها الخاصة باستخدام واجهة برمجة تطبيقات واتساب للأعمال (WhatsApp Business API)، وذلك بهدف منع برامج الدردشة الآلية ذات الغرض العام من العمل على منصتها.
ويبدأ تنفيذ هذا القرار ابتداءً من 15 يناير 2026، حيث لن يُسمح بعد هذا التاريخ لأيّ من مزوّدي خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي بتشغيل روبوتات دردشة (Chatbots) عامة عبر واتساب.
القرار يستهدف تحديدًا الخدمات التي تعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي التفاعلي مثل المساعدات الرقمية العامة، بما في ذلك الأنظمة القادرة على إجراء محادثات مفتوحة أو توليد نصوص وصور بشكل مستقل.
ثانيًا: ما الذي لم يتغيّر؟
المنع لا يشمل جميع أنواع البوتات، إذ يُسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي في نطاق محدود داخل التطبيقات التجارية والخدمية التي تستعمل واتساب كوسيلة تواصل مع العملاء.
فعلى سبيل المثال، يبقى استخدام بوتات الذكاء الاصطناعي في خدمات الدعم الفني، أو الردود التلقائية على استفسارات الزبائن، أو تأكيد المواعيد، مسموحًا به طالما أن وظيفة البوت ليست هي النشاط الأساسي المستقل للخدمة.
ثالثًا: الأسباب وراء التغيير
استندت شركة "ميتا" في هذا القرار إلى مجموعة من الدوافع التقنية والتجارية، من أبرزها:
الحد من الازدحام في الشبكة: لاحظت الشركة ارتفاعًا كبيرًا في حجم الرسائل الناتجة عن استخدام بوتات الذكاء الاصطناعي العامة، مما شكّل ضغطًا على بنية واتساب التحتية.
الحفاظ على هوية المنصة: تم تصميم واتساب أساسًا كمنصة تواصل شخصي وتجاري مباشر، وليس كمركز لتوزيع المساعدات الذكية المستقلة.
اعتبارات تجارية وأمنية: ترغب الشركة في ضمان أن تبقى واجهة واتساب للأعمال موجهة للاستخدامات التجارية الموثوقة، لا لتشغيل خدمات خارجية قد لا تلتزم بسياسات الخصوصية الصارمة.
رابعًا: التأثيرات العملية على المستخدمين والشركات
لأصحاب الأعمال: على الشركات التي تستخدم روبوتات ذكاء اصطناعي عامة عبر واتساب أن تبدأ في البحث عن بدائل أو حلول متوافقة قبل موعد التطبيق الرسمي للسياسة الجديدة.
للمطورين: سيتعيّن على مطوري تطبيقات الذكاء الاصطناعي إعادة تصميم نماذجهم بحيث تكون مدمجة ضمن خدمات أوسع، وليست أدوات دردشة مستقلة عبر واتساب.
للمستخدمين العاديين: من المتوقع أن تختفي خلال الأشهر القادمة بعض خدمات المحادثة الآلية مثل تلك التي تعتمد على روبوتات عامة، مقابل استمرار الخدمات الرسمية المعتمدة من واتساب للأعمال.
خامسًا: التوصيات للمؤسسات في المنطقة العربية
مراجعة استخدامات واتساب الحالية والتأكد من توافقها مع الشروط الجديدة.
إنشاء قنوات تواصل بديلة مثل مواقع الويب أو التطبيقات الداخلية التي يمكن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي فيها بحرية أكبر.
تجنّب الاعتماد الكامل على واتساب كبنية أساسية لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي، تفاديًا لأي انقطاع أو حظر مستقبلي.
متابعة التحديثات الرسمية من شركة "ميتا" خلال الأشهر المقبلة لمعرفة التفسيرات التفصيلية للسياسة الجديدة.
سادسًا: الخلاصة
يُعد هذا القرار خطوة استراتيجية من "ميتا" نحو تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن تطبيقاتها، وضمان أن تبقى منصة واتساب مخصصة للتواصل البشري والتجاري الموثوق، بعيدًا عن التحول إلى ساحة مفتوحة لبرامج الدردشة الآلية العامة.
ورغم أن القرار يحدّ من انتشار بعض الخدمات، إلا أنه في المقابل يعزّز أمن المستخدمين ويحافظ على خصوصية التفاعلات داخل المنصة.
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسلِيماً } ﷺ
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسلِيماً } ﷺ

0تعليقات